
ينظر الكثيرون إلى تويوتا بريوس باعتبارها سيارة عائلية شبابيةهادئةواقتصادية في استهلاك الوقود وذلك نظرًا لاعتمادها على تقنية المحركاتالهجين،دون إدراك القدرات الهائلة لهذه التقنية عند استخدامها في حلبات السباق. ورغم ذلك، فقد وُلِد نوع جديد من سباقات السيارات، وهو سباق سيارات الهجين. فالسباقات لا تعكسفحسب مدى تطور هذه التقنية ، بل تمثل أيضًا الخطى السريعة نحو تطويرها بشكلٍ أفضل من أي وقت مضى. وكان الجيل الأول من تويوتا بريوسقد ظهر عام 1997، حيث تم استخدام نظام تويوتا هايبرِد بهدف إجراء تحسينات كبيرة على صعيد كفاءة استهلاك الوقود.وفي عام 2003، أحدثت تويوتا تطورًا كبيرًا في نظام الهجين الذي كان الأول من نوعه، وذلك مع إطلاقها النسخة الثانية من نظام تويوتا هايبرِد، والذي تم تزويد الجيل الثاني من تويوتا بريوس به.
ومنذ المراحل الأولى لتطوير بريوس، كانت تويوتا موتور كوربوريشن تخطط لإنتاج سيارة عالية الأداء وجاهزة لخوض سباق السيارات الهجين. فظهرت تويوتا بريوس لاندسبيد لأول مرة في أسبوع بونفيل الوطني للسرعةوتمكنت هذه السيارة الفريدة من تحقيق رقم قياسي في السرعة القصوى لسيارات الهجين بلغ 210.5 كلم في الساعة. عادت تويوتا مرة أخرى في عام 2007 للمشاركة في “سباق توكاشي للتحمل ، مستخدمة هذه المرة تويوتا سوبرا المزودة بنظام هجين مخصص للسباقات، ما مكنها من تحقيق انتصارًا تاريخيًا. وفي أعقاب هذا الفوز الكبير،وضع مهندسو تويوتا هدفًا جديدًا نصب أعينهم، وهو الفوز بـ “سباق لومان للتحمل ولذلك، فقد عملوا جاهدين على تطوير سيارة جديدة مخصصة لسباقات الهجين، عُرِفت فيما بعد باسم تويوتا هايبرِدتي إس 030 ، والتي كانت هي وخليفتها على وشك تغيير مجرى رياضة السيارات الحديثة إلى الأبد.
في عام 2012، شاركت تويوتا في سباق لومان بسيارة تويوتا هايبرِد تي إس 030 المزودة بنظام تويوتا هايبرِد للسباقات الجديد. وفي مرحلة التصفيات، تمكنت هذه السيارة من تحقيق سرعة فائقة بلغت 335.2 كلم في الساعة، وهي أقصى سرعة تم تسجيلها في السباق مقارنة ببقية المنافسين. ولكن كانت تلك مجرد البداية. ففي عام 2014، أطلقت تويوتا سيارة السباق الجديدة بالكامل تويوتا هايبرِد تي إس 040، والتي كان يُنظر إليها في ذلك الوقت على أنها بعيدة كل البعد عن المنافسة على اللقب مع انطلاق السلسلة. وأنتجت السيارة طاقة بلغت 1000 حصانتقريبًا، ويمكنها أن تصل لسرعة قصوى تبلغ 340 كلم في الساعة على خطٍ مستقيم. وأسهمت هذه السيارة في فوز فريق تويوتا للسباقات بلقبي فئة السائقين وفئة المُصنِّعين للعام 2014، لتَختتِم بذلك موسم بطولة العالم لسباقات التحمل بنجاحٍ باهر. وكان هذا الفوز دليلاً واضحًا على القدرات التي تتمتع بها سيارات الهجين للسباقات ودرجة الأداء العالي الذي تقدمه في بيئة السباق الصعبة. كما أكد هذا الفوز على المكانة الريادية العالمية التي تتميز بها تويوتا موتور كوربوريشن ومدى النجاح الذي حققته في تطوير تكنولوجيا الهايبرِد المتقدمة.
يعمل نظام الهجين على توليد الطاقة الكهربائية لإعادة شحن البطاريات أثناء عملية الكبح، وذلك عن طريق تحويل الطاقة الحركية إلى طاقة كهربائية يتم تخزينها. ففي السباقات، يضطر قائدي السيارات إلى استخدام المكابح بشكلٍ قويٍ ومتكرر، ولذلك فإنه يجب بذل الكثير من الجهد لضمان إمكانية توليد كمية كبيرة من الطاقة على مدى فترة زمنية قصيرة. وعندما يتم تطبيق هذه التكنولوجيا في السيارات التي يتم إنتاجها على نطاقٍ واسعٍ والمصممة للاستخدام على الطرقات العادية، فإنها تتيح تطوير سيارات هجين ذات كفاءة عالية يمكنها إعادة توليد الطاقة الكهربائية عند أي سرعة. وقد تَبنَّى برنامج بطولة العالم لسباقات التحمل فلسفة شركة تويوتا في الاستفادة من رياضة السيارات كوسيلة لصنع سيارات أفضل من أي وقت مضى للطرق العادية، مما ساهم في نقل تكنولوجيا الهجينمن حلبات السباق إلى تلك السيارات منذ بداية المشروع في عام 2012. ولذلك، فإن نظام تويوتا الهجين المفعم بالقوة يُحدث تغييرًا تدريجيًا في وجه رياضة السيارات الحديثة والمفاهيم المرتبطة بقدرات السيارات الهجين في السباقات ، حيث إن سباق السيارات لا يبرز فقط أفضل ما لدى مهندسينا، بل يحفز أيضًا على الابتكار التقني. ويأتي الجيل الجديد من تويوتا بريوس نتيجة لهذه الجهود المتفانية.