تحدث تاكيشي أوشيامادا رئيس مجلس إدارة شركة تويوتا عن المشاكل التي واجهت فريقه لمدة 49 يوماً في تشغيل وتحريك النموذج الأولي لمركبة تويوتا “بريوس”، قائلاً: “لم يكن لدينا أدنى فكرة عما كان يحدث، ولذلك فقد كنا نعمل كل يوم لأوقات متأخرة في محاولة لحل هذه المعضلة، إذ تمكنا أخيراً من تشغيل المركبة، ولكن لمسافة 500 متر فقط”. كان ذلك في أواخر شهر ديسمبر من عام 1995، عندما كانت مركبات الهجين مجرد آلات تجريبية لم تُثبت فعاليتها وسط رؤية ضبابية حول مستقبلها. أما الآن وبعد مرور 20 عاماً على تلك المرحلة، تفخر شركة تويوتا بإعلانها عن بيع ما يزيد عن 8 ملايين مركبة هجين حتى الآن، علماً أن هذا الإنجاز لا يفصله عن المليون السابق سوى 10 أشهر.
وقد لا يدرك الكثيرون ما يعنيه هذا الرقم لمالكي مركبات الهجين وآثاره على الصعيد البيئي. وفقاً لتقديرات الشركة، فقد أسهمت مركبات تويوتا الهجين حتى 31 من يوليو الماضي في تخفيض ما يقارب 58 مليون طناًمن انبعاثات الكربون التي كان من المحتمل أن تَنتُج لو تم استخدام مركبات تعمل بالبترول من نفس الحجم وأداء القيادة. كما أنها تشير أيضاً إلى أن مركبات تويوتاالهجين قد وفرت ما يقرب من 22 مليون كيلولتراً من البترول مقارنة مع الكمية التي تستهلكها المركبات التي تعمل بالبترول من نفس الحجم. وقد بدى الأمر جلياً الآن بعد أن أصبحت مركبات الهجين منتشرة في جميع أنحاء العالم ونجحت في تعزيز مكانتها وأهميتها. ومنذ إطلاق تويوتا “بريوس” عام 1997، استمرت شركة تويوتا في إضافة طرازات جديدة بشكل تدريجي إلى تشكيلتها من مركبات الهجين ، بما في ذلك ياريس الهجين المدمجة، وتويوتا راف فور الهجين التي تم الإعلان عنها مؤخراً. وباتت تويوتا حتى الشهر الجاري تبيع 30 طرازاً مختلفاً من مركبات الهجين العادية وطرازاً واحداً من مركبات الهجين المزودة بتقنية الشحن الكهربائي الخارجيفي أكثر من 90 بلداً ومنطقة.
وقال تاكايوكي يوشيتسوجو، الممثل الرئيسي للمكتب التمثيلي لشركة تويوتا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “يُعد تخطي المبيعات العالمية لمركبات تويوتا الهجين لحاجز 8 ملايين سيارة إنجازاً كبيراً ويعكس نجاح الشركة في تطوير مجموعة واسعة من مركبات الهجين من أجل تقديم مركبات صديقة للبيئة للزبائن في جميع أنحاء العالم. وقد عمل مهندسو شركة تويوتا بشكل دؤوب على مر السنين على تحسين توليد طاقة الهجين بالكامل، مع إضافة المزيد من خيارات طرازات الهجين المختلفة إلى تشكيلتنا. وفي الوقت نفسه، حرصنا على تقديم وتوفير مركبات تمتاز بانبعاثات منخفضة دون التنازل عن أقصى مستويات متعة القيادة. ونحن إذ نعرب عن تقديرنا العميق لزبائننا في جميع أنحاء العالم الذين ساعدونا للوصول إلى هذا الإنجاز وتعزيز ريادتنا في صناعة مركبات الهجين”.وتَعتبِر تويوتا بأن تقنيات الهجين هي بمثابة جوهر التقنيات الصديقة للبيئة في القرن الحادي والعشرين، وهي تتضمن جميع مكونات التقنيات الضرورية لتطوير مركبات صديقة للبيئة والتي من شأنها تسهيل استخدام توليفات مختلفة من أنواع الوقود. وترمي شركة تويوتا إلى مواصلة العمل لتعزيز أداء مركباتها وخفض تكاليفها وتوسيع محفظة طرازاتها، بما في ذلك تلك المركبات التي لا تعمل بتقنية الهجين.
